بقلم د : امال إبراهيم
كتاب (لماذا تفكر النساء كثيرًا؟) من تأليف سوزان نولين هوكسيما (Susan Nolen-Hoeksema)، وهي أستاذة وعالمة نفس أمريكية متخصصة في علم النفس السريري، وتركزت أبحاثها بشكل خاص حول الاكتئاب والتفكير الزائد.
لمن يُنصح بهذا الكتاب؟
النساء اللواتي يشعرن بأنهن عالقات في دوامة التفكير السلبي.
كل من يعاني من القلق أو الاكتئاب المرتبط بكثرة التفكير.
المهتمين بالصحة النفسية وفهم الفروقات النفسية بين الجنسيين
مقدمة …
يسلّط الكتاب الضوء على ظاهرة التفكير الزائد (Overthinking)، أو ما يُعرف بـ الاجترار العقلي (Rumination)، خصوصًا عند النساء، موضحًا كيف أن النساء غالبًا ما يقعن في فخ التفكير المفرط، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلاتهن العاطفية والنفسية بدلاً من حلها
اهم ماجاء في الكتاب
1. ما هو التفكير الزائد؟
التفكير الزائد يعني اجترار نفس الأفكار والمشكلات مرارًا وتكرارًا دون التوصّل إلى حلول.
عادة ما يكون التفكير الزائد سلبيًا، يتمحور حول الأخطاء، أو العلاقات الفاشلة، أو القلق بشأن المستقبل.
قد يبدو التفكير الزائد كنوع من التأمل أو التحليل، لكنه في الحقيقة يزيد القلق والاكتئاب
2. لماذا تميل النساء إلى التفكير أكثر من الرجال؟
تعزو الكاتبة هذا الميل إلى مزيج من العوامل:
البيولوجيا: مثل تأثير الهرمونات (الإستروجين تحديدًا).
التنشئة الاجتماعية: النساء غالبًا ما يُشجعن على التفكير والتعمق في المشاعر، بينما يُشجع الرجال على الحلول الفورية أو الإلهاء.
المسؤوليات العاطفية والعائلية: ما يجعل النساء أكثر عرضة للقلق بشأن الآخرين.
3. أضرار التفكير الزائد:
يزيد من مشاعر الحزن والقلق.
يعطل الإنتاجية، ويجعل اتخاذ القرارات صعبًا.
يفاقم المشكلات بدلاً من حلها.
يؤثر سلبًا على العلاقات، حيث تكون المرأة عالقة في دوامة التفسير واللوم والندم.
4. كيف تتوقف النساء عن التفكير الزائد؟
الكتاب يقدم استراتيجيات عملية لكسر هذه الدوامة:
أ) تشتيت الانتباه البنّاء:
ممارسة الرياضة، المشي، الأعمال اليدوية.
الابتعاد المؤقت عن المشكلة لتصفية الذهن.
ب) التفكير الموجّه للحل:
بدلاً من السؤال: “لماذا أشعر بهذا؟” يجب أن تسأل: “ما الذي يمكنني فعله الآن؟”
ج) الامتناع عن النقد الذاتي:
تؤكد الكاتبة أن جلد الذات لا يساعد في التغيير بل يعيق التقدم.
د) تحديد المواقف التي تؤدي إلى التفكير الزائد:
معرفة المواقف أو الأشخاص أو الأماكن التي تحفّز هذا النمط الذهني.
هـ) مشاركة الأفكار مع شخص موثوق:
لا يعني الفضفضة الدائمة، بل النقاش مع شخص يستطيع المساعدة بزاوية مختلفة.
نتائج توصلت إليها الكاتبة
تعتمد الكاتبة على دراسات علمية ونفسية رصينة أجريت في مختبراتها بجامعة Yale، وتبيّن أن النساء أكثر عرضة لاجترار المشكلات بسبب نمط تفكيرهن وتعامل المجتمع معهن.
تم التوصل إلى أن التفكير الزائد مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالاكتئاب المزمن، خاصة لدى النساء.
تحليل مهم …اهم نقاط في الكتاب
نقاط القوة:
أسلوب واضح وسهل الفهم، مناسب للقارئ غير المتخصص.
مبني على أبحاث علمية، وليس مجرد آراء شخصية.
يتعامل مع مشكلة شائعة بواقعية ويقدم حلولًا عملية.
يعطي المرأة حقها في الفهم دون لوم، بل يركز على كيفية التحرر.
نقاط قد تؤخذ عليه:
التركيز على النساء فقط قد يُغفل أن التفكير الزائد مشكلة يعاني منها الرجال أيضًا.
بعض الاستراتيجيات العامة قد لا تكون فعالة في حالات مرضية تتطلب تدخلًا نفسيًا مباشرًا.
اهم رسائل في الكتاب
أنتِ لستِ وحدكِ، ولستِ ضعيفة بسبب تفكيرك الكثير، لكن هناك طرق واقعية للتغلب عليه واستعادة حياتك من هذا النمط المؤذي.
من الكتاب …..
هل الإفراط في التفكير أمرٌ طبيعي بالنسبة إلى النساء؟ ربما تفرط النساء في التفكير أكثر من الرجال ببساطة لأنهنَّ أكثر عاطفية،، حتى الأطفال في سن ما قبل المدرسة سيخبرونك أن الفتيات يختبرن المشاعر ويعبِّرن عنها أكثر من الأولاد، وهذا الاعتقاد موجود بين البالغين من جميع الفئات العمرية.
هذه أسطورة ثقافية قد تكون صحيحة إلى حدٍّ ما، على الأقل فيما يتعلق ببعض المشاعر.
ملحوظة …هامة
الفضفضة مع شخص ناضج ومتفهم وعلى دراية واسعة بالحياة وغير استغلالي يمكن أن تكون نافذة نور وسط عتمة التفكير،
لكن إن كانت بلا هدف، أو مع شخص غير مناسب، فقد تصبح وقودًا جديدًا للاجترار
مثال: ان تجتمع امرأتان وتبدآن بتكرار مشاكلهما أمام بعضهما بتفصيل شديد ولكن دون التوصل لأي حل، بل تزداد المعاناة بسبب إعادة الحديث والقلق أو مع رجل دافعه الأول استغلالها وارشادها إلى ما تستسيغه مآربه المنحرفة.
